الابتكار مع سيلفيا: كيف يمكنك أن تطوّر شركة صغيرة أو متوسطة؟

ShareTweet about this on TwitterShare on FacebookGoogle+Email to someone

تُعتبر الشركات الصغيرة والمتوسطة (SME) قوة اقتصادية رئيسية ومصدراً قيماً للمهارات والابتكارات. ولكن 90 في المائة من المشاريع الناشئة لا يحالفها النجاح. وتوضّح سيلفيا دوسا، المديرة التنفيذية لشركة RandomStartup (@randomstartup) وأحد مؤسسيها، كيف تأمل في تشجيع ريادة الأعمال على الصعيد العالمي عن طريق شركتها الناشئة.

أودّ أن أقول بادئ ذي بدء إن الإنترنت أداة قيمة جداً. فيمكن استخدامها كحل تسويقي ذي تكلفة متدنية جداً وهي مكان رائع للعثور على فرص التنمية وللوصول إلى الزبائن – ولكن يجب أن يتم اكتشاف مشروعك قبل كل شيء. فيشهد العالم ولادة مشاريع ناشئة كل يوم ولا يقتصر الأمر على وادي السيليكون (Silicon Valley)؛ فالاقتصادات الناشئة من قبيل الهند والصين والبرازيل تشهد طفرة من الشركات المبتدئة. وعلاوةً على ذلك، فإن جيل الألفية بدأ يرفض مفهوم “الوظيفة التقليدية”. ووفقاً لدراسة استقصائية حديثة شملت 12 000 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاماً في 27 بلداً، يرى أكثر من ثلثي هؤلاء الأشخاص أن مهنة رائد الأعمال تفتح أبواب الفرص على مصراعيها. بيد أن العالم المحيط بهذه المهنة هش للغاية: إذ إن 90 في المائة من جميع الشركات الناشئة لا يحالفها النجاح. كما يتم التخلي عن الأفكار الإبداعية لأن تطبيقها يستغرق وقتاً طويلاً ونتائجها ليست دائماً فورية. وتفتر الرغبة في استثمار الموارد في مشروع جديد مع إخفاق المؤسسين في الوصول إلى الزبائن المناسبين، ثم تزول الشركة الناشئة تماماً.

ولذا طرحتُ على نفسي هذين السؤالين: كيف يمكنني أن أساعد رواد الأعمال على استقطاب مستخدمين جدد؟ وكيف أمد لهم يد العون لإسماع صوتهم في خضم ملايين المشاريع الناشئة في العالم؟ ورداً على ذلك، شاركت في تأسيس شركة RandomStartup للمساهمة في اكتشاف الشركات الناشئة ولمساعدتها على الصمود في هذه البيئة التنافسية.

وإذ تسلمتُ قيادة شركة RandomStartup تحقق حلم من أحلام الطفولة: فلطالما أردت منذ نعومة أظافري أن أدير شركتي الخاصة. ولكنني لطالما وجدت أن الانطلاق بمفردي أمر صعب وأن دخول عالم المناصرين الأوائل أمر عسير. وتُعتبر هذه الشركة محاولة لحل هذه المشكلة. فبفضل RandomStartup، أبني شركة لها مقومات البقاء والاستمرار طويلاً وأساعد في الوقت نفسه رواد الأعمال الآخرين على الوصول إلى زبائنهم المستهدفين. وأنشئ هذه الشركة معتمدة على المعارف التي اكتسبتها خلال دراستي لنيل درجة البكالوريوس في مجال التجارة والاقتصاد العالميين بجامعة بوخارست للعلوم الاقتصادية، وخلال عملية تبادل للطلاب في مجال ريادة الأعمال والابتكار في كلية التجارة BI النرويجية.

تشجيع ريادة الأعمال

تشهد ريادة الأعمال طفرة تنتشر بسرعة في جميع بقاع الأرض. ويتنامى الدور الحيوي الذي تؤديه الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد العالمي: فهي تشكل 99 في المائة من مجموع الأعمال التجارية في الاتحاد الأوروبي (EU) والولايات المتحدة الأمريكية واليابان، وتولّد أكثر من 65 في المائة من فرص العمل في كل من هذه المناطق – وهذه النسبة تصل إلى 85 في المائة في الاتحاد الأوروبي. كما تولّد غالبية فرص العمل الجديدة وتشكل مصدراً قيماً للمهارات والابتكارات.

ومن الواضح أن الطاقات الإبداعية والقدرات الريادية متاحة بشكل وفير في العالم ولكن السؤال المطروح هو كيف يمكن أن تتطور الشركات الناشئة لترتقي إلى مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة؟

لقد صُمم مشروع RandomStartup لتشجيع ريادة الأعمال على الصعيد العالمي. وكما يظهر من اسم المشروع فهو وسيلة لاكتشاف مشاريع ناشئة تسمح للمستعملين بالعثور على عقول تتسم بروح ريادة المشاريع من جميع أنحاء العالم واكتشافها. ونحن نؤمن بأنه ينبغي للشركات الناشئة أن تحظى بفرص متكافئة لاكتشافها – ومن هنا فإن ترتيب الشركات الناشئة ترتيب عشوائي تماماً. وللتعرف على شركتنا، يمكنك زيارتنا في الموقع الإلكتروني www.randomstartup.org أو في متجر آبل (Apple Store) (ستتاح الشركة قريباً في متجر غوغل للألعاب (Google Play Store)) حيث نمكّن أصحاب المشاريع الناشئة من التواصل مع مستعملين أو مشترين، ومع رواد أعمال، وأصحاب رؤوس أموال، ومستثمرين رعاة، وحكومات، وشركات ناشئة أخرى.

وRandomStartup أداة سهلة الاستخدام متاحة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمستخدمين.

ويستطيع جميع رواد الأعمال الذين لديهم منتح له مقومات البقاء الدنيا ومحدِّدٌ موارد موحدة لموقع إلكتروني (URL) أو تطبيقٌ أن يقدّموا فكرتهم مجاناً إلى RandomStartup. وبعد الانتهاء من تقديم الفكرة، يقوم أشخاص بتحليل المعلومات المقدمة تحليلاً متأنياً وباستعراضها قبل أن يوافق عليها فريق RandomStartup. ويصل عدد الطلبات الجديدة التي نتلقاه يومياً إلى 30 طلباً وهي تقدم حلولاً ابتكارية في شتى المجالات بدءاً بالتسويق والسياحة ووصولاً إلى الوسائط الاجتماعية ومنصات الموسيقى. ومنذ انطلاقنا في سبتمبر 2014، درست RandomStartup سمات حوالى 5 000 مشروع ناشئ من كل أنحاء العالم. ونقوم مرة واحدة في الشهر بتفريغ جزء من قاعدة البيانات ونزيل الشركات التي توقفت عن العمل لتحديث الموقع الإلكتروني والتطبيق تحديثاً مستمراً – فلا نريد أن نتحول إلى مقبرة للمشاريع الناشئة! وعليه، تضمّ بوابة RandomStartup اليوم أكثر من 2 800 شركة ناشئة بانتظار من يكتشفها.

وقد صُممت السطوح البينية لمشروع RandomStartup بما يراعي احتياجات المستخدم: فجل ما عليك فعله هو الضغط على زر لاكتشاف شركة ناشئة حديثة العهد! وبفضل التطبيق المتنقل لشركة RandomStartup، يمكنك أن تعدّل البحث الذي تقوم به كيفما شئت باستخدام كلمات مفتاحية لاكتشاف مشاريع ناشئة مذهلة. ولا نستخدم كلمات محددة مسبقاً وبالتالي يمكنك أن تكتب كل ما يخطر في بالك سواء إنترنت الأشياء (IoT) أو سياحة أو سفر أو ابتكار! وفي التطبيق زر مخصص لحفظ نتائج بحثك كي تتمكن من العودة لاحقاً لزيارة الشركة الناشئة التي أثارت إعجابك.

الفوز بمسابقة ريادة الأعمال

لقد كان الفوز بمسابقة المبتكرين الشباب في إطار تليكوم العالمي للاتحاد، ضمن المسابقة العامة لريادة الأعمال لعام 2015، عاملاً محفزاً قوياً – وأشجع جميع الشركات الناشئة على تقديم ترشيحها! فقد ساعدني ذلك على التعرف إلى وجهات نظر جديدة بشأن شركتي، كما أتاح لي ذلك فرصة لقاء رواد أعمال من جميع أنحاء العالم كانوا مصدر إلهام بالنسبة لي. وتشكّل هذه المسابقة نظاماً يفسح المجال أمام رواد الأعمال الشباب في كل أرجاء المعمورة للالتقاء بخبراء في القطاع الصناعي وللحصول على نصائح قيمة لتطوير المشاريع الناشئة. وقد يستفيد من هذه المنصة رواد الأعمال في البلدان النامية بوجه خاص، إذ إنها تساعدهم على الازدهار وعلى تنمية قدرتهم التنافسية على الساحة الدولية – والعكس بالعكس صحيح. وبفضل مسابقة المبتكرين الشباب، تتلقى RandomStartup عدداً أكبر من الطلبات المقدمة من الشركات الناشئة وذلك ليس من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا فحسب وإنما من إفريقيا وآسيا أيضاً.

وخلال الحدث الذي نظم بهذه المناسبة في بودابست، هنغاريا، التقيت بالفائزين في عام 2014 فأقمت علاقات جديدة وتلقيت مشورة قيمة. ومن الفائزين السابقين الذين التقيت هيمانت بوروهيت، مؤسس شركة SoMeC (تنسيق الوسائط الاجتماعية) التي يعتمد عملها على خوارزمية وضعها بوروهيت للعثور على الجهات المؤثرة اجتماعياً. ولما كان التأثير الاجتماعي يؤثر على الاكتشافات – لا سيما عندما نفكر في الدعم من جانب المشاهير- تمكنت من تعلم الكثير من تجربته.

التأثير العالمي

يبحث رواد الأعمال عن شتى الوسائل للترويج لمنتجاتهم وخدماتهم، خاصة وأن العديد منها يمكن أن يطبَّق على المستوى الدولي. وهناك فكرة سائدة مفادها أن الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا هما المركزان الوحيدان للابتكار. إلا أن الواقع مختلف قليلاً عن ذلك. فتفرض العديد من البلدان الإفريقية والآسيوية نفسها كمراكز للابتكار. وتقوم بتسخير ما تنطوي عليه الاتصالات المتنقلة والإنترنت من طاقات لإيجاد حلول محلية للمشاكل المحلية في المجتمعات المحلية، ولكن الناس لا يعيرون عادة اهتماماً لهذه المراكز التي تتنامى قدراتها الإبداعية. وتأمل شركة RandomStartup في تغيير ذلك. فتعمل المنصة على تيسير العلاقات على الصعيد العالمي، وقد بدأت تؤثر بالفعل تأثيراً كبيراً على الشركات الجديدة: فقد تسلمتُ رسائل من شركات في جميع أنحاء العالم تعلمني بأن عدد زوار صفحاتها الإلكترونية وزبائنها قد ازدادوا بفضل وجودها في المنصة.

وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون بناء شركة ناشئة من الصعوبة بمكان: فقد يعمل شخص أو شخصان على وضع فكرة عبقرية، ويتحيّن هؤلاء الأشخاص الفرص لفعل ذلك إلى جانب وظائفهم أو التزاماتهم الأخرى. وقد تعوزهم أيضاً الموارد المالية اللازمة للانتقال بالمنتج إلى المرحلة التالية بحيث يغدون عاجزين عن توظيف موظفين جدد أو تطبيق تصاميم ومفاهيم جديدة. وفي هذه الظروف، من السهل جداً أن يفشل مشروع ناشئ. وتقوم شركة RandomStartup بتيسير الحصول على آراء عن المشروع وتبادل المهارات بين الشركات الناشئة مما يزيد من قدرة الشركة الناشئة على الاستمرار ويضمن اكتشاف أفكار جديدة ومبتكرة وخلاقة.

المستقبل

نريد أن نستحدث أكبر منصة للشركات الناشئة في العالم من خلال تطوير الشركات الناشئة بمساعدة الشركات الناشئة، ونتوقع أن تضم منصة RandomStartup 400 000 شركة ناشئة قبل نهاية عام 2016.

وللإسهام في تنمية المنصة، نعتزم إدخال سمات جديدة وإجراء تحاليل للبيانات. ونأمل في توفير إحصاءات مناسبة عن الشركات الناشئة في مناطق مختلفة – مثل الرعاية الصحية في برلين – للمساعدة على وضع خارطة عن مراكز الابتكار في العالم.

كما نأمل في استحداث فضاء مفتوح للابتكارات يسمح بعقد شراكات أجدى بين الشركات الناشئة والشركات الكبيرة بما يعود على الطرفين بنتائج قيمة. وعلى سبيل المثال، في 2002، أرادت شركة “Pringles” أن تطبع ألعاباً وصوراً على رقائق البطاطس. ولما كانت تفتقر إلى المعرفة اللازمة لذلك داخل الشركة وتعتبر أن تكليف جهة ما بإجراء دراسة في هذا الصدد سيكون مكلفاً جداً، استخدمت شبكتها للعثور على شركة تقدم إليها حلاً جاهزاً. فاكتشفت بفضل شبكتها مخبزاً في إيطاليا يديره أستاذ جامعي كان قد ابتكر طريقة لطبع صور صالحة للأكل على منتجات مخبوزة مثل الكعك والبسكويت ولم تستلزم هذه الطريقة سوى تعديلات بسيطة للاستجابة لطلب شركة Pringles.

والأهم من ذلك هو أننا نأمل في أن نظل منصة تسمح للشركات الناشئة بالتواصل مع الأشخاص اللازمين لمساعدتها على تنمية أعمالها التجارية.